بعدما وصفتهم سابقا بالجماعات الإرهابية.. الجزائر تغيير موقفها من المعارضة وتصفها بـ"الأطراف السورية"
في تحول مثير في موقفها مما يجري في سوريا، سارعت الجزائر مساء اليوم الأحد، إلى إصدار بيان عبر وزارة الخارجية، قالت فيه إنها تتابع "باهتمام بالغ تطورات الأوضاع الأخيرة والتغيرات المتسارعة" في سوريا، داعية المعارضة التي وصفتها بـ"الأطراف السورية" إلى العمل على الحفاظ على أمن وطنها واستقراره، وذلك بعد أيام قليلة من وصفها لما تقوم به المعارضة بـ"التهديدات الإرهابية".
وأضاف بيان الخارجية بأن الجزائر تؤكد "وقوفها إلى جانب الشعب السوري الشقيق الذي تربطه بالشعب الجزائري صفحات نيرة من التاريخ المشترك القائم على التضامن والتآزر"، ودعت "أبناء الشعب السوري" إلى "تغليب المصالح العليا لسوريا الشقيقة والحفاظ على أملاك ومقدرات البلاد والتوجه إلى بناء وطن يسع الجميع في ظل مؤسسات نابعة من إرادة الشعب السوري بعيداً عن التدخلات الأجنبية".
وأشار بيان الخارجية الجزائرية إلى تحول "دراماتيكي سريع" في موقف الجزائر، يُشبه في سرعته تطور الأحداث في سوريا، إذ كانت قبل 5 أيام بالضبط، قد أعلنت عن موقف داعم للدولة السورية بقيادة بشار الأسد، وذلك خلال مكالمة هاتفية أجراها وزير الخارجية، أحمد عطاف، مع نظيره في النظام السوري المطاح به، بسام صباغ.
وقال بيان الخارجية الجزائرية أنذاك أن أحمد عطاف أكد على "موقف الجزائر الثابت وتضامنها المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة، دولة وشعبا، في مواجهة التهديدات الإرهابية التي تتربص بسيادتها ووحدتها وحرمة أراضيها، وكذا أمنها واستقرارها".
وكانت الجزائر تقصد بـ"التهديدات الإرهابية" في بيان الخارجية الصادر بتاريخ 3 دجنبر الجاري، العملية العسكرية التي كانت قد أطلقتها فصائل المعارضة أواخر نونبر الماضي تحت مسمى عملية "ردع العدوان" ضد نظام بشار الأسد، ما يعني أن الجزائر كانت تقف مع النظام المطاح به، وهو ما كان واضحا من خلال المكالمة الهاتفية مع وزير الخارجية السوري.
كما أن الجزائر كانت قد أعلنت مرارا في السابق عن وقوفها إلى جانب النظام السوري بقيادة بشار الأسد واستمراره، وأعلنت عن مواقف صريحة معاكسة للمعارضة السورية، بالرغم من الجرائم الكثيرة والواضحة التي ارتكبها نظام الأسد في حق الشعب السوري والتي تسببت في فرار الملايين من السوريين خارج البلاد ومقتل مئات الآلاف.
ويبدو موقف الجزائر من خلال بيان الخارجية الصادر مساء اليوم الأحد، مخالفا كليا في نبرته ومصطلحاته عن الموقف "الثابت" الذي كانت ترفعه الجزائر سابقا، حيث توجهت هذه المرة بالكلام إلى الشعب السوري وحده، ووصفت فصائل المعارضة بـ"الأطراف السورية" دون ربط هذه "الأطراف" بأي كلمة لها علاقة بالإرهاب، مثلما فعلت في بيانها لـ3 دجنبر.
كما أن بيان الخارجية الجزائري لم يشر لا من قريب أو من بعيد إلى بشار الأسد الذي كانت تربطه علاقات قوية مع النظام الجزائري، حسب البلاغات الرسمية الجزائرية نفسها. وكان بشار الأسد قد هنأ مؤخرا الرئيس الجزائري بمناسبة الذكرى السبعين لثورة الأول من نونبر، وأكد فيها على متانة العلاقات التي تجمع النظامين.
ويتضح من خلال مسارعة الجزائر لإعلان موقفها مما يجري في سوريا، من أجل قطع أي صلة لها بالنظام السوري، وبعث رسائل مفادها أن الروابط التي كانت تجمعها به انتهت بانتهائه، وهي على استعداد لبناء علاقات جديدة مع "الاطراف السورية" التي هي من ستشكل النظام الجديد في دمشق، بالرغم من أنها دائما ما تُكرر بأنها تتشبث بمواقف "الثابتة" ولا تُغيرها.